مختص يوضح لـ”اليوم”.. هل يرتبط “السهر” بزيادة مخاطر الوفاة المبكرة؟ – عاجل

حذر طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين، أفراد المجتمع الذين يميلون للسهر طويلا دون وجود أي دوافع لذلك، مبينًا لـ”اليوم” أن دراسات حديثة جديدة ربطت بين السهر والمضاعفات الصحية المترتبة التي قد تصل – لا قدر الله – إلى زيادة خطر الوفاة المبكرة، بسبب العادات السيئة التي يطورونها أثناء استيقاظهم لوقت متأخر.

وتابع: هناك بعض الأمراض التي تزداد فرصها مع إدمان السهر ومنها ضعف جهاز المناعة، فقلة النوم تؤثر على قدرة الجسم في مقاومة الأمراض والعدوى، ومشاكل القلب.

وأضاف بأن السهر يزيد من مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والجلطات، داء السكري النوع الثاني، فاضطرابات النوم تضعف تنظيم السكر في الدم، مما يرفع خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري، والسمنة.

خلل في التوازن الهرموني

وأوضح د. ضياء أن السهر يخل بتوازن الهرمونات التي تتحكم في الجوع والشهية، مما يؤدي إلى زيادة الوزن، وحدوث خلل في التوازن الهرموني، وتأثير سلبي على البشرة والعينين، ومشاكل نفسية، لأنه يزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب، والقلق، وحتى التفكير السلبي، وبجانب كل ما سبق تؤثر قلة النوم تؤثر على التركيز وردة الفعل، ما يزيد من خطر الحوادث القاتلة خصوصًا أثناء القيادة أو العمل.

ولفت إلى أن الدراسة التي نشرت في مجلة (Chronobiology International) بينت أن السهر ومن ينامون بوقت متأخر من الليل ويستيقظون بوقت متأخر من النهار قد يتعرضون للوفاة مبكراً، وذلك بسبب عادات سيئة يطورونها عندما يظلون مستيقظين طوال الليل.

الدراسة أوضحت أن الأشخاص الذين يتأخرون في النوم يعتبرون الأكثر عرضة لمشاكل تطوير عادات غير صحية ومنها زيادة استهلاك أطعمة الدهون والسعرات والكافيين والتدخين وغير ذلك من السلوكيات السيئة.

وأضاف أن السهر يعطل نظام الساعة البيولوجية والنوم الطبيعي للجسم، مما يؤدي إلى اضطراب في مواعيد النوم والاستيقاظ، صعوبة في النوم ليلاً (الأرق)، الشعور بالنعاس خلال النهار، وينعكس أثر ذلك على ضعف الأداء اليومي وانخفاض الأداء في العمل أو الدراسة، وزيادة احتمال الحوادث، خاصة أثناء القيادة.

فوائد النوم الصحي

ويتناول د.ضياء جوانب فوائد النوم الصحي قائلا: النوم الصحي يلعب دورًا بالغ الأهمية في الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية، ويؤثر بشكل مباشر على جودة حياة الإنسان وإنتاجيته، فخلال النوم يقوم الجسم بإصلاح الخلايا المتضررة وتجديد الأنسجة.

كما يُفرز هرمونات مهمة للجسم وكذلك هرمون النمو الذي يلعب دورًا مهمًا في نمو الأطفال والمراهقين، وكذلك في تجديد خلايا العضلات والعظام والجلد لدى البالغين، وإضافة إلى ذلك تحسين وظائف الدماغ ، وتعزيز صحة القلب.

و أثناء النوم يُفرز الجسم مجموعة من البروتينات التي تُعرف باسم “السيتوكينات”، وهي مهمة لمقاومة الالتهابات والعدوى، وإضافة إلى ذلك يساعد النوم الصحي في الحفاظ على توازن هذه الهرمونات وبالتالي يدعم الوزن المثالي، ويقلل من مستويات التوتر ويمنح الجسم راحة تساعده على التعامل مع الضغوط اليومية.

تنظيم مستويات السكر

ومع كل ما سبق يحسن النوم الجيد من حساسية الجسم للأنسولين، ما يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم، أما اضطرابات النوم المزمنة، فقد تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

ونصح د.ضياء في ختام حديثه بضرورة الآتي:

• الحرص على النوم الصحي مبكرا.
• تجنب مشروبات الكافيين وتحديدا القهوة بعد العصر، وفي المساء.
• تجنب استخدام الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل.
• الحرص على إنشاء روتين نوم ثابت حتى لو كان ذلك في أيام الإجارات، مع التنوية أن عدد ساعات النوم المطلوبة من البالغين يوميا تتراوح من 7 إلى 9 ساعات في الليلة، بينما المراهقون من 8 إلى 10 ساعات، والأطفال أكثر من ذلك حسب العمر.