مختصون لـ«اليوم»: الكشف المبكر والتعايش الإيجابي يقللان مضاعفات التهاب المفاصل

أكد مختصون أن أمراض التهابات المفاصل تُعد من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا عالميًا ومحليًا، مشيرين إلى أن الكشف المبكر والالتزام بالعلاج والنشاط البدني المنتظم تسهم في السيطرة على الأعراض وتحسين جودة الحياة.

وأوضحوا في حديثهم لـ«اليوم»، بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب المفاصل الذي يوافق 12 أكتوبر، أن الفُصال العظمي والتهاب المفاصل الروماتويدي هما الأكثر انتشارًا في المملكة، خصوصًا بين النساء وكبار السن، فيما يُعدّ الفحص المبكر والمتابعة المنتظمة ركيزة أساسية للوقاية من المضاعفات والتعايش مع المرض بشكل صحي.

مرض شائع

وأكد استشاري أمراض الروماتزم بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور خالد إبراهيم الدرعان أن أمراض التهابات المفاصل من الأمراض الشائعة والتي من الوارد أن تصيب حتى الأطفال.

وقال إن أكثر أنواع التهاب المفاصل انتشارًا في المملكة هو الفصال العظمي أو خشونة المفاصل خصوصًا في الركبتين والوركين واليدين، ويزداد مع التقدم في العمر والسمنة وقلة النشاط.

يليه التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو مرض مناعي يصيب النساء أكثر من الرجال، ويظهر عادة في منتصف العمر.

وبعدها يأتي مرض النقرس خصوصًا عند الرجال في سن الأربعين فما فوق، ويحدث نتيجة ارتفاع حمض اليوريك في الدم، إما بسبب زيادة إنتاجه في الجسم أو تقلص التخلص منه عن طريق الكلى، إلى جانب التهابات أخرى مثل التهاب المفاصل الصدفي لدى بعض المصابين بالصدفية.

وتُعد الفئة العمرية فوق الخمسين عامًا الأكثر عرضة عمومًا، بينما قد تظهر الحالات المناعية في عمر أصغر.

نصائح طبية

وأضاف أن الكشف المبكر يتم عبر الفحص السريري وتحاليل الدم والأشعة لتحديد نوع الالتهاب ودرجته، مبينًا أن العلامات التي تستدعي مراجعة الطبيب فورًا تشمل: تورم أو تيبّس المفصل لأكثر من أسبوعين، ألم متزايد مع الحركة أو في الصباح، احمرار أو سخونة المفصل، أو صعوبة في أداء الأنشطة اليومية.

وأوضح أن الأطباء ينصحون بالمتابعة المنتظمة، وممارسة تمارين خفيفة كالمشي والسباحة، والحفاظ على وزن صحي، وتناول الأدوية الموصى بها من عيادة أمراض الروماتزم وحسب توجيه الطبيب المختص.

كما يُوصى بالحرص على تغذية متوازنة غنية بالأوميغا-3 والكالسيوم، واستخدام وسائل مساعدة لتقليل الضغط على المفاصل، إضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي لتحسين جودة الحياة والتحكم قدر الإمكان بضغوطات الحياة اليومية.

علامات مبكرة

وقالت الدكتورة منال أحمد حسن، أستاذ مساعد بقسم الباطنة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام، ورئيسة وحدة الروماتيزم واستشارية الباطنة والروماتيزم بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، إن التهاب المفاصل يُعد من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا عالميًا، إذ يؤثر على أكثر من 350 مليون شخص حول العالم، ويُعد من أبرز أسباب الإعاقة وفقدان القدرة على العمل، لما يسببه من ألم مزمن وتيبّس وصعوبة في الحركة تؤثر على جودة الحياة والنشاط البدني والاجتماعي للمصابين.

وأوضحت أن أكثر الأنواع شيوعًا في المملكة هما الفُصال العظمي (خشونة المفاصل) والتهاب المفاصل الروماتويدي، مع معدلات أعلى بين النساء.

وأضافت أن العلامات المبكرة تختلف حسب نوع التهاب المفاصل، فمثلًا التهاب المفاصل الروماتويدي يصاحبه أعراض مثل التيبّس الصباحي في المفاصل لأكثر من نصف ساعة، وتورم ودفء في المفاصل الصغيرة، وألم متزايد مع الإجهاد، وصعوبة في القبض أو المشي.

بينما خشونة المفاصل التي تنتشر في الفئة العمرية الأكبر سنًا وقد تصاحب زيادة الوزن، تؤدي في العادة إلى ألم عند الحركة أو عند صعود الدرج في حال إصابة الركبتين، مع تيبّس خفيف يزول بالحركة، وفرقعة أو انتفاخ بسيط في المفصل.

الوقاية من التهاب المفاصل

وبينت أن التهاب المفاصل الطرفية المشابه لأعراض الروماتويد قد يكون علامة لأمراض روماتيزمية أخرى يتم تحديدها بعد أخذ التاريخ المرضي ومعاينة التحاليل من قبل المختص.

وأكدت أن جميع التوصيات العالمية والمحلية تشدد على أهمية الكشف المبكر والالتزام بالعلاج وممارسة النشاط البدني المنتظم والامتناع عن التدخين والحفاظ على وزن صحي للحد من المضاعفات وتحسين جودة الحياة والتعايش الإيجابي مع المرض.

وبيّنت أن تطور العلاجات حاليًا، خاصة في التهاب المفاصل الروماتويدي، كان له أثر كبير في التحكم بالمرض وتمكين المصاب من ممارسة حياة طبيعية قدر المستطاع.

وشددت على ضرورة رفع الوعي المجتمعي بأهمية التشخيص المبكر والمتابعة المنتظمة لتقليل الإعاقة وتحسين جودة الحياة.

توصيات للمصابين

وقال استشاري العظام والعمود الفقري الدكتور حسين الهمل إن التهاب المفاصل العظمي (Osteoarthritis) يُعد من أكثر الأنواع شيوعًا في المملكة، خاصةً عند كبار السن والنساء بعد سن اليأس، كذلك يُلاحظ انتشار التهاب المفاصل الروماتويدي بين الفئات المتوسطة العمر، بينما التهاب المفاصل عند الأطفال أقل شيوعًا لكنه موجود.

وأضاف أن الكشف المبكر يتم عبر الانتباه لعلامات مثل: تيبّس المفاصل صباحًا لأكثر من 30 دقيقة، تورم أو احمرار المفصل، آلام متكررة تعيق النشاط اليومي، أو فقدان القدرة على الحركة، مؤكدًا أن ظهور هذه العلامات يستدعي مراجعة الطبيب فورًا.

وأوضح أن التوصيات للمصابين تشمل الحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على المفاصل، وممارسة التمارين المنتظمة مثل المشي والسباحة، والالتزام بالعلاج الدوائي الموصوف، وتجنب الإجهاد الزائد على المفصل، إضافةً إلى الدعم النفسي والاجتماعي الذي يساعد في التعايش الإيجابي مع المرض.

وأكد أن التوعية المجتمعية والتثقيف الصحي يلعبان دورًا محوريًا في الوقاية من أمراض المفاصل والتقليل من مضاعفاتها، لافتًا إلى أن التكامل بين الجهود الطبية والمجتمعية يمثل عاملًا أساسيًا في تحسين جودة حياة المرضى وتحقيق أهداف الرعاية الصحية الشاملة.