استشاري يوضح لـ”اليوم” سلوكيات خاطئة يرتكبها بعض مرضى السكري ليلًا
حذر أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، من مجموعة أخطاء وسلوكيات خاطئة يرتكبها بعض مرضى السكري خلال ساعات الليل مع تقارب موعد النوم، مبينا أن هذه العادات قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل غير مباشر، وتؤثر سلبًا على استقرار الجلوكوز وجودة النوم وحساسية الأنسولين.
الوجبات السريعة ومواعيد الأدوية
وأوضح لـ”اليوم” أن أسوأ ما قد يفعله مريض السكري قبل النوم هو الاستهانة بالعادات الليلية، إذ إن هناك بعض من الأخطاء الشائعة التي تتكرر يوميًا دون إدراك خطورتها، ومن ذلك تناول الوجبات السريعة أو الخفيفة في الليل، خصوصًا غير الموصى بها طبيًا والغنية بالسكريات والملح والكربوهيدرات، يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في نسبة السكر أثناء النوم، كما يربك عمل الأنسولين ويؤثر على قراءات السكر في الصباح.
وأشار إلى أن عدم الالتزام بتناول الأدوية في مواعيدها المحددة يعتبر من الأخطاء الخطيرة، إذ ينعكس سلبًا على انتظام مستوى السكر في الدم، ويضعف الخطة العلاجية، وقد يتسبب في تأخر السيطرة على المرض وظهور مضاعفات صحية مستقبلية.
ولفت إلى أن اضطراب مواعيد النوم أو السهر وعدم النوم في الوقت المحدد من العوامل المؤثرة في ارتفاع السكر، فقلة النوم تقلل من حساسية الجسم للأنسولين وتزيد من إفراز هرمونات ترفع مستوى الجلوكوز، مشددًا على أهمية النوم الصحي المنتظم ولساعات كافية.
وأضاف أن عدم شرب كمية كافية من الماء يؤدي إلى الجفاف، ما يسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم خلال الليل، فالترطيب الجيد يُسهم في تحسين توازن الجلوكوز وجودة النوم.
ونوه أن التوتر يحفّز إفراز هرمونات الإجهاد مثل الكورتيزول، التي تؤدي إلى رفع السكر في الدم، داعيًا إلى ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق قبل النوم.
فرط استخدام الأجهزة
وطالب بضرورة تجنب الاستخدام المفرط للهاتف المحمول أو الكمبيوتر قبل النوم، ويفضّل الابتعاد عن الأجهزة قبل النوم بساعة على أقل تقدير، موضحًا أن التعرض للضوء الأزرق يؤثر سلبًا على جودة النوم وعمقه، وأن قلة النوم تُعد من العوامل المؤذية لمرضى السكري ، كما أن إهمال قياس مستوى السكر قبل النوم يفقد الفرد فرصة اكتشاف أي ارتفاع أو انخفاض غير متوقع، ما قد يعرّضه لمضاعفات ليلية، فالمتابعة الذاتية المنتظمة عنصر أساسي في الأمان الصحي.
وأضاف أن ممارسة نشاط بدني عنيف في وقت متأخر من الليل قد يؤدي إلى تذبذب مستويات السكر واضطراب النوم، فالتمارين المعتدلة وفي الأوقات المناسبة أكثر فائدة لمريض السكري.
ونبّه إلى أن تناول المنبهات مساءً مثل القهوة أو المشروبات الأخرى التي تحتوي على الكافيين قد بسبب الأرق ويرفع مستويات السكر بشكل غير مباشر، إلى جانب تأثيره السلبي على انتظام النوم.
المحتوى المقلق قبل النوم
وبين أن السهر الطويل ومتابعة الأخبار أو المحتوى المقلق قبل النوم يزيد من التوتر الذهني، ما ينعكس على ارتفاع السكر في الدم، داعيًا إلى تهيئة بيئة هادئة ومريحة للنوم، فإهمال تجهيز بيئة نوم صحية من حيث الإضاءة والهدوء ودرجة الحرارة يؤثر على جودة النوم، بينما النوم العميق يساعد الجسم على تحسين استجابة الأنسولين وتنظيم مستويات الجلوكوز.
وفي ختام تصريحه شدّد البروفيسور الأغا على أهمية الالتزام بمواعيد الطبيب والفحوصات الدورية، فالمتابعة الطبية المنتظمة ركيزة أساسية في نجاح علاج السكري، وتسهم في الكشف المبكر عن أي خلل وضمان السيطرة على المرض والحد من مضاعفاته، مع التنويه هنا أن إدارة السكري لا تعتمد على الدواء فقط، بل تشمل نمط الحياة كاملًا، ولا سيما العادات الليلية، فالالتزام بسلوكيات صحية قبل النوم يحدث فارقا كبيرًا في استقرار السكر وتحسين جودة الحياة.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
