استشاري لـ”اليوم”: سهر الطلاب خلال الإجازة يعرضهم لمشاكل صحية خطيرة
نصح أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، طلبة المدارس تزامنًا مع بدء الإجازة بتجنب السهر لانعكاسات العديدة على صحة الجسم.
وأوضح في حديثه لـ”اليوم” أن على طلبة المدارس إدراك أنهم في مرحلة النمو ، وهذه المرحلة تحتاج إلى ضبط ثلاثة أمور مهمة وهي ( النوم الصحي ، والغذاء الصحي ، والرياضة).
وبين أن السهر يعني حرمان الجسد من بعض العمليات الحيوية التي تتم خلال فترة النوم المبكر ومنها إفراز الهرمونات المهمة كهرمون النمو الذي يساعد في نمو الأبناء بالشكل الصحيح ويساعدهم على بلوغ الطول المناسب.
ومن هذا المنطلق ندرك أهمية النوم والاستيقاظ المبكرين، وهذا بالطبع يساعد في تجنب الكثير من المشاكل التي تحدث بسبب الحرمان من النوم ومنها النوم القهري، الصداع، النعاس المتكرر، تقلب المزاج وعدم التركيز وضعف التحصيل العلمي.
تعديل الساعة البيولوجية
عن سؤال “كيف يمكن استغلال الاجازة لتعديل الساعة البيولوجية؟” أجاب: يجب أن لا تختلف الساعة البيولوجية لطلبة المدارس في الإجازات، ولكن أصبح العرف السائد عند الأبناء أن الإجازة تعني السهر وهذا يخالف النمط الصحي للحياة، فالأفضل والمهم صحيًا للحصول على الفوائد أن تكون أوقات النوم والاستيقاظ ثابتة حتى أيام الإجازات.
ولكن للأسف الغالبية العظمى من الأبناء يحولون الليل نهارا والنهار ليلاً في الإجازة وهنا يحدث اختلال الساعة البيولوجية التي تتعود على النمط الجديد، لذا من المهم أن تعمل الساعة البيولوجية للجسم كما كانت في الأيام الاعتيادية حتى لا يتعرض الأبناء لمشاكل إرباك إفراز الهرمونات المهمة للجسم.
استهلاك الإجازة
وحول “لماذا أصبح أول ما يفعله كثير من الأبناء في الإجازة هو زيادة ساعات استخدام الأجهزة؟”، قال البروفيسور الأغا: المشكلة ليست في الإجازة ولكن في سوء الاستخدام، فلا يخفى على الجميع أن التقنيات أصبحت الآن عند الأبناء أهم وسائل الترفيه، إذ أختلف الوضع عن مرحلة ما قبل هيمنة التقنيات.
ففي الزمن الماضي كانت الألعاب التفاعلية هي وسيلة الترفيه عند الأطفال، أما اليوم فسيطرت الأجهزة على حياة معظم الأبناء لكونها توفر لهم كل وسائل الترفيه كالألعاب الإلكترونية والأفلام ومقاطع الفيديوهات وغيرها من المنصات الترفيهية.
والمشكلة الأخرى أن الأطفال لا يتقيدون نهائيا بفترة استخدام الأجهزة بل يخطفهم الوقت ويستمرون لساعات طويلة في مشاهدة الأجهزة ، وهنا يأتي دور الوالدين في حثهم ومنعهم من تجاوز ساعات استخدام الأجهزة حفاظا على سلامة صحتهم.
اضطرابات النوم والسمنة
وتابع: هناك علاقة بين الإفراط في استخدام الأجهزة واضطرابات النوم أو السمنة، إذ إن تجاوز ساعات استخدام الأجهزة ليلا يؤدي لمشاكل عديدة ومنها حدوث اضطرابات النوم.
كما أن من المشاكل التي بدأت تظهر على الأطفال قصر النظر وسواد تحت العينين وكل ذلك بسبب السهر الطويل وراء الأجهزة ، أما ما يتعلق عن السمنة فهذا صحيح والسبب الجلوس الطويل المستمر في مكان واحد ودون حراك وأيضا كون الشخص لا يمارس أي نشاط رياضي.
والسبب الرئيسي وراء كل ذلك هو إتباع نمط غذائي غير صحي كالاعتماد على تناول الوجبات السريعة المليئة بالدهون والسعرات الحرارية وزيادة استهلاك المشروبات الغازية، وكل ذلك يمهد تدريجيا لزيادة الوزن ومع مرور الوقت السمنة وقد يصل الأمر إلى الإصابة بمقاومة الانسولين وفي حال عدم تصحيح هذه المرحلة قد يصل الأمر إلى الإصابة بالسكري النوع الثاني المرتبط بالسمنة.
وكشف أن الآثار النفسية والاجتماعية لإدمان الشاشات خلال الإجازة عديدة فوضع استخدام الأجهزة عند الأبناء لم يعد مقتصراعلى الإجازات فقط بل وصل الحال الآن إلى الوضع اليومي، إذ أصبح هناك ارتباط نفسي وثيق بين الأطفال بمختلف أعمارهم بالتقنيات.
وقال: يمكن انقاذ الوضع بتوجيه الأبناء وحثهم على عدم الإفراط في استخدام الأجهزة مع شرح الانعكاسات السلبية المترتبة على الصحة، أما ما يتعلق بالجانب الاجتماعي فللأسف إدمان الأجهزة يؤدي إلى العزلة الاجتماعية ، الانطوائية ، عدم التفاعل الأسري ، ضعف العلاقات الاجتماعية ، ضعف التحصيل العلمي ، التعرض لمشاكل صحية عديدة ، وهنا أكرر وأشدد على أهمية دور الأسرة في ضبط استخدام الأجهزة عند الأبناء حتى أيام الإجازات دون أي تساهل.
الأنشطة البديلة للأبناء
وعن الأنشطة البديلة التي يمكن للأبناء ممارستها بعيدًا عن الأجهزة قال: الأنشطة البديلة كثيرة وتختلف حسب أعمار الأبناء، فهناك ألعاب مخصصة للصغار مثل ممارسة هوايات الرسم ، قيادة الدراجة ، كرة القدم ، وغيرها التي تتفق مع أعمارهم.
أما الكبار فهناك مختلف أنواع الرياضات والسباحة وتنظيم الرحلات الاستكشافية والتعلم كدورات تعلم اللغات وغير ذلك ، وهناك الآن مراكز وجهات عديدة تنظم برامج تجمع بين التعليم والترفيه للأبناء وحسب أعمارهم.
ويجب تشجيع الأبناء على ممارسة الرياضة تنمية مهارات جديدة، إذ يمكن مساعدتهم في الاشتراك في النوادي الرياضية المنتشرة ، ولديهم مختلف أنواع الرياضات التي قد تناسب الأبناء حسب ميولهم ، فبعض الأطفال يحبذون السباحة والبعض الآخر كرة القدم أو السلة أو الطائرة ، أيضا يمكن الاشتراك في مراكز لديها برامج مخصصة لتعليم المهارات وصقل المواهب وتنمية القدرات.
أضرار الوجبات السريعة
وعن علاقة السهر بسلوكيات غذائية خاطئة مثل الإكثار من الوجبات السريعة والمشروبات الغازية أجاب: الوجبات السريعة والمشروبات الغازية أصبحت الآن سهلة المنال في أي وقت ، فتطبيقات المطاعم عديدة وأصبحت متاحة للجميع.
وخلال السهر وخصوصا إذا كان الأبناء يتمتعون بالإجازة يفضلون كثيرا تناول وجبة سريعة دسمة مع المشروب غازي ، لسهولة الحصول على تلك الوجبة في أسرع وقت.
وأنوه هنا أنه يجب أن يتناول الأبناء آخر وجبة في وقت مبكر وبساعات لا تقل عن ٣-٤ ساعات قبل النوم مع تجنب السهر لتفادي المشاكل الصحية المترتبة.
والعادات الغذائية الصحية يجب ترسيخها بشكل عام وعلى مدار الأيام الاعتيادية وليس فقط في الإجازات، ولكن قد تزداد المسؤولية أكثر في الإجازات لكون استهلاك الأكل غير الصحي قد يزداد أكثر عند الأبناء أيام الإجازات والسهر.
قدوة أسرية
وأكد البروفيسور الأغا في ختام حديثه أن الوالدان ها القدوة في كل شيء، فالأبناء إذا وجدوا من يشاركونهم في أمور عديدة فهنا يتقيدون كثيرا.
وكمثال على ذلك نأخذ الجانب الرياضي، فإذا مارست الأسرة رياضة المشي جماعيا فهنا تكون النتائج إيجابية ، كما نجد لو حرصت الأسرة على الحد من تناول الوجبات السريعة واتجهت نحو الأطعمة الصحية في المنزل فهنا تكون النتائج إيجابية ، فالأسرة تمثل القدوة في كل شيء ، وتعويد الأبناء منذ الصغر على العادات والسلوكيات الصحيحة يساعدهم على تجنبها مع مراحل نموهم.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.