مختص لـ “اليوم”: تقنية طبية ثورية للكشف عن السرطان تصل إلى المملكة قريبًا
كشف الدكتور مشبب العسيري، المدير العام للمركز الوطني للسرطان بالمجلس الصحي السعودي، عن قرب وصول تقنية طبية ثورية إلى الأسواق العالمية والمملكة خلال عامين، تتيح الكشف المبكر عن 50 نوعاً من السرطان عبر تحليل واحد، متزامناً ذلك مع الإعلان عن افتتاح مركز للعلاج بتقنية «البروتون» في الرياض خلال 6 أسابيع بتكلفة مليار ريال، في خطوة تهدف لتحويل السرطان من مرض قاتل إلى مرض مزمن يمكن التعايش معه وعلاجه بفعالية.
وأكد الدكتور العسيري خلال لقاء «ديوانية الأطباء» أن التقنية الجديدة المتوفرة حالياً في الولايات المتحدة بقيمة 950 دولاراً، تنتظر التصاريح النهائية للتصدير، ما سيحدث نقلة نوعية في خارطة الرعاية الصحية والوقائية عالمياً ومحلياً من خلال التشخيص الاستباقي الدقيق.
علاج آمن
وفي سياق تعزيز البنية التحتية العلاجية، أعلن العسيري عن الجاهزية التشغيلية لمركز العلاج بـ «البروتون» الأحدث من نوعه، مؤكداً أن وزارة الصحة ستتحمل التكلفة العلاجية الباهظة لهذه التقنية المتطورة، والتي تصل لنحو 200 ألف ريال للحالة الواحدة محلياً، مقارنة ب 600 ألف ريال للجلسة في المراكز الأمريكية، لتوفير خيارات علاجية آمنة ودقيقة خاصة لسرطانات الدماغ.
واستعرض العسيري أرقاماً مبشرة تعكس تطور المنظومة الصحية، حيث قفزت نسب الشفاء من سرطانات الثدي والقولون والغدة الدرقية والبروستات في المملكة لتلامس حاجز ال 98% في حال الاكتشاف المبكر، وهي نسب تضاهي مثيلاتها في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، وعزا ذلك لانتشار مراكز الفحص وكفاءة الكوادر الطبية.
وسلط الضوء على الإنجازات في مجال العلاج المناعي والجيني، مشيراً إلى نجاح استخدام «الخلايا التائية» في شفاء 70% من حالات سرطان الدم المتقدمة منذ عام 2018، مع نجاح المملكة في توطين هذه التقنية وخفض تكلفتها من 10 ملايين ريال للحالة في الخارج إلى 3 ملايين ريال محلياً، حيث استفاد منها أكثر من 200 مريض حتى الآن.
وحذر العسيري من ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في المملكة التي وصلت إلى 135 حالة لكل 100 ألف نسمة، عازياً ذلك إلى زيادة متوسط عمر الفرد المتوقع وصوله إلى 79 عاماً، بالإضافة إلى تحسن أدوات التشخيص وانتشار أنماط حياة غير صحية كالتدخين الذي يمارسه 23% من السكان.
400 ألف إصابة
وتناول السجل الوطني للأورام، الذي يُعد من بين الأفضل عالمياً، موضحاً أنه رصد 400 ألف حالة منذ تأسيسه عام 1994، وأظهرت التقارير الحديثة أن سرطان القولون يتصدر أسباب الوفيات، يليه سرطان الثدي ثم الكبد، ما يستدعي تكثيف إجراءات الفحص الدوري خاصة لمن تجاوزوا سن الخامسة والأربعين.
وكشف المدير العام للمركز الوطني للسرطان عن خطط توسعية تشمل إطلاق حملة وطنية شاملة للكشف المبكر في ديسمبر المقبل، والتوجه لإدراج فحص سرطان الرئة ضمن برامج الكشف المبكر خلال العامين القادمين، ودعم المستشفيات الخاصة لإدراج فحوصات الأورام ضمن التغطية التأمينية الإلزامية.
وأشار العسيري إلى القوة البشرية التي تمتلكها المملكة في هذا القطاع الحيوي، بوجود 400 استشاري متخصص في مختلف علوم الأورام والعلاج الإشعاعي والكيماوي، مدعومين ب 61 مركزاً متخصصاً و114 وحدة للكشف المبكر عن سرطان الثدي التي نجحت في فحص مليون سيدة خلال السنوات الماضية.
واختتم العسيري حديثه بلمحة مستقبلية متفائلة حول اقتراب العلماء من إنتاج لقاحات للسرطان خلال العامين المقبلين، وتطور الجراحات الروبوتية، مؤكداً أن انضمام المملكة لوكالة اتحاد السرطان الدولية في 2024 يعزز من مكانتها في مجال البحث العلمي والوقاية الاستباقية.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
