إقبال متصاعد وتجربة فريدة.. “موسم العرمة” يرسّخ موقعه كأول مواسم السياحة البيئية

يشهد موسم العرمة في نسخته الخامسة إقبالًا واسعًا من الزوّار، ما يعكس التصاعد المستمر في الاهتمام بالسياحة البيئية في المملكة، ويؤكد المكانة التي رسّخها الموسم كأول موسم معتمد للسياحة البيئية يمتد على مدى سبعة أشهر من أكتوبر وحتى نهاية أبريل، مستفيدًا من اعتدال الطقس خلال فصول الخريف والشتاء والربيع، ومقدمًا تجربة سياحية طبيعية فريدة في محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية ومحمية الملك خالد الملكية.

وتأتي تسمية الموسم من سلسلة جبال العرمة الممتدة لنحو 700 كيلومتر، وهي سلسلة ذات أهمية جغرافية وثقافية بارزة تشكل أحد أبرز ملامح شرق مدينة الرياض، وتحتضن بيئة متنوعة تمثل أساسًا للهوية التي يستند إليها الموسم، وتمنحه عمقًا طبيعيًا وتاريخيًا يعزز قيمته كوجهة بيئية سعودية أصيلة.

تجارب بيئية متنوعة

ويقدم الموسم تجارب بيئية متنوعة تستند إلى تنوّع الطبيعة في المحميتين، وتشمل أنشطة المشي الخلوي، ورحلات السفاري، والتخييم، وتأمل النجوم وغيرها ، إضافة إلى الفعاليات الثقافية والأنشطة الخارجية والمنتجات المحلية.

فيما ارتفع عدد مقدمي الخدمات السياحية في النسخة الماضية إلى 16 مقدمًا، ما أدى إلى توسيع نطاق التجارب وتحسين جودتها، وإتاحة فرص أكبر للمستفيدين وللمهتمين بتوثيق جمال البيئة الطبيعية، وهو ما انعكس أيضًا على زيادة إصدار رخص التصوير الإعلامي خلال المواسم الماضية.

وكانت هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية دشّنت النسخة الخامسة من موسم العرمة خلال حفل أقيم مؤخراً في محمية الملك خالد الملكية بحضور ممثلين من الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية.

وأكد الرئيس التنفيذي الدكتور طلال بن عبدالله الحريقي أن النسخة الجديدة تأتي امتدادًا لجهود دعم التنمية البيئية وتعزيز السياحة المستدامة، مشيرًا إلى إصدار أكثر من 19 رخصة للأنشطة السياحية البيئية خلال عام 2025 في المحميتين، بما يعكس حجم الإقبال على هذا القطاع الواعد.

إقبال جماهيري

وتحظى مبادرات الموسم بإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة الهيئة، الذي يولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير المبادرات النوعية الداعمة لمستهدفات رؤية المملكة 2030 في مجالات البيئة والسياحة المستدامة، وبما يحقق التوازن بين الاستمتاع بالطبيعة والحفاظ على مواردها.

ومنذ انطلاق النسخة الأولى، حافظ موسم العرمة على نمو ملحوظ في عدد الزوّار، إذ استقبلت هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية أكثر من 900 ألف زائر عبر أربعة مواسم، بينما سجلت النسخة الرابعة وحدها ما يزيد على 400 ألف زائر.

ويعكس هذا الإقبال المتصاعد ارتفاع الوعي المجتمعي بالسياحة البيئية، ونجاح الجهود المبذولة لتعزيز حضور هذا النوع من السياحة في المملكة وإتاحتها للجمهور من مختلف الفئات.

ويواصل موسم العرمة تعزيز مكانته بوصفه إحدى أبرز الوجهات البيئية في المملكة، جامعًا بين التجربة السياحية الثرية ومسؤولية الحفاظ على الطبيعة، ومقدمًا نموذجًا سعوديًا رائدًا في تطوير السياحة البيئية، بما يسهم في توفير فرص اقتصادية للمجتمعات المحلية، ويدعم استمرار نمو هذا القطاع الحيوي عامًا بعد عام.